في 6 أيار/مايو 2003، دخلت مجموعة من 16 جندياً أمريكياً من وحدة ألفا إلى مقر المخابرات المغمور بالمياه للتفتيش عن الأسلحة، النووية والبيولوجية والكيميائية.
كان القبو يضم آلاف الوثائق والكتب التي كانت مغمورة تحت أربعة أقدام من المياه.
كانت هناك غرفة مخصصة في القبو للمواد ذات الصلة بالطائفة اليهودية في العراق.
سرعان ما أدرك العديد من الأشخاص أهمية هذا البقاء غير المرجح للكتب والمخطوطات، التي هي جزء من تراث من تجربة الطائفة اليهودية العراقية.
في مناخ بغداد الحار والرطب، سرعان ما تعفنت المواد الرطبة رغم الجهود التي بُذلت لتجفيفها.
رتبت سلطة التحالف المؤقتة تخزين المواد في شاحنة مجمدة لوقف نمو المزيد من العفن.
كذلك طلبوا المساعدة من «إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية» في واشنطن العاصمة، التي أرسلت خبراء في المحافظة إلى بغداد في حزيران/يونيو 2003.
كانت الخيارات المحلية في بغداد لتجفيف المواد والاعتناء بها محدودة، ولذلك تم شحن الكتب والوثائق، بالاتفاق مع الممثلين العراقيين ، إلى الولايات المتحدة لصيانتها وعرضها، وبعد ذلك سيتم اعادتها إلى العراق، ان العملية بأكملها سيتم انجازها بحلول عام 2014.
فهرس بجميع المواد مع صور رقمية للمواد الفريدة ستكون متاحة على شبكة الإنترنت ويمكن الإطلاع عليها من أي مكان في العالم من خلال موقع «الأرشيف الوطني».
عندما تم إنقاذ الوثائق من قبو مقر المخابرات المغمور بالمياه ومن ثم تجفيفها جزئياً، كان العديد منها تالفاً نتيجة الأوساخ والعفن وكانت ملتصقة معاً.
ن عن الصيانة وحسب الضرورة بفصل وتنظيف الصفحات الملتصقة بحرص شديد، وذلك لكي تكون متاحة بسهولة للفهرسة والتصوير.
هذه البقايا من كتاب تم معالجتها إلى حد بسيط فقط، حيث توجد نسخ أخرى منه، وهو يوضح حالة بعض الكتب والسجلات عندما وصلت لأول مرة إلى الولايات المتحدة لصيانتها.
تم وضع الكتب والمخطوطات الرطبة في صناديق التعبئة المعدنية هذه بعد فترة وجيزة من اكتشافها في مقر المخابرات.
تم شحن الكتب والوثائق في 26 صندوقاً إلى «إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية» في واشنطن العاصمة، للحفاظ على المجموعة.
تم إنقاذ اكثر من 2700 كتاب وعشرات الآلاف من الوثائق اليهودية.
أصبحت الكتب والوثائق التي تم انقاذها والتي يعود تاريخها من منتصف القرن السادس عشر إلى سبعينيات القرن العشرين، تعرف بعد اكتشافها باسم الأرشيف اليهودي العراقي.
تشمل هذه المواد مجموعة من الكتب اليهودية التقليدية، العديد منها مطبوع في بغداد في أواخر القرن التاسع عشر أو العشرين، ولكن بعضها الآخر مستورد من مراكز الطباعة العبرية في جميع أنحاء العالم.
صودرت هذه الوثائق والكتب من قبل نظام حزب البعث من الكنائس اليهودية والمنظمات الطائفية، ولو هو غير الواضح ما كانوا يأملون معرفته من سجلات الطائفة اليهودية والنصوص الدينية.
كانت تقريباً جميع الوثائق التي تم إنقاذها تتعلق بمنظمات الطائفة اليهودية في بغداد ، مثل مكتب الحاخام الأكبر، والمستشفيات والمدارس.
تعد الوثائق التي تم إنقاذها ذات أهمية خاصة لفهم ما واجهته الطائفة اليهودية العراقية في النصف الثاني من القرن العشرين.