لعدة قرون، كان اليهود مندمجين بشكل جيد في المجتمع العراقي.
كان العراق بشكل عام مجتمعاً متسامحاً ومتعدد الثقافات، به أغلبية مسلمة تتكون من السنة والشيعة، وعدد كبير من السكان الأكراد والمسيحيين واليهود.
منذ أواخر العهد العثماني وما بعده، مع بدء التطور في العراق، شكل اليهود قطاعاً هاماً من الطبقات المتوسطة والعاملة - وقد نشط هذا القطاع في الأعمال والحكومة والمهن والمجالات الأكاديمية والموسيقى والأدب والتجارة .
تشير السجلات إلى وجود حوالي 50000 يهودي يعيشون في بغداد في عام 1910 ، والتي كان عدد سكانها أكثر بقليل من 200000 نسمة آنذاك.
بحلول عام 1949، كان عدد اليهود الذين يعيشون في العراق حوالي 130000 شخص، وخاصة في بغداد والبصرة والموصل.
أدارت الطائفة اليهودية في بغداد مجموعة متنوعة من المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية.
توفر الوثائق التي تم إنقاذها سجلاً حياً ولا نظير له للحياة المجتمعية اليهودية في بغداد من نهاية العصر العثماني إلى اوائل سبعينيات القرن العشرين.
إعلان رسمي من رئيس المجلس الجسماني للطائفة اليهودية في بغداد، ويطلب هذا الإعلان من أعضاء الطائفة مواصلة دفع الضرائب على لحوم الكوشير [الموافقة للشريعة اليهودية] من أجل دعم مدارس الطائفة ومستشفياتها ومؤسساتها الخيرية العامة.
في بعض الأحيان، كان اليهود في أجزاء أخرى من العالم يرون العراق ملاذاً آمناً. وقام الدكتور سيغفريد وولف، في إطار سعيه لترك ألمانيا النازية، في عام 1933 بالكتابة إلى قادة الطائفة يستفسر عن وظيفة طبيب في مستشفى يهودي أو في عيادة خاصة في بغداد.
حسب ما لوحظ من المواقع المذكورة في هذه المراسلات واسماء الشركات وعناوينها، فإن العائلات اليهودية البارزة في بغداد أنشأت فروعاً لشركاتها في بريطانيا والهند والشرق الأقصى.
من أجل الحفاظ على علاقاتهم المالية والعائلية مع العراق، شكلوا شبكة دولية كانت التجارة العراقية عنصراً أساسياً فيها.
لعبت عائلة ساسون والعديد من العائلات اليهودية البغدادية البارزة الأخرى دوراً مؤثراً في تطوير الأعمال والتصنيع في بومباي وهونغ كونغ وسنغافورة وأماكن أخرى في الشرق الأقصى.
بعد التخرج من المدرسة الثانوية، كان الطلاب في كثير من الأحيان يقومون بإجراء امتحانات القبول للجامعات البريطانية والأمريكية.
أتاحت الدراسة الجامعية في الخارج للعديد من الشبان والفتيات اليهود الفرصة للهجرة من العراق.
كانت العديد من الأضابير التي يزيد عددها عن 200 إضبارة والتي تم إنقاذها من مقر المخابرات مليئة بالمراسلات والسجلات المتعلقة بهذه الامتحانات والإستمارات المدرسية.
حافظ اليهود العراقيون الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم على صلات دينية وثقافية مع الطائفة اليهودية في وطنهم.
شكل المسيحيون الأرمن عنصراً هاماً من المجتمع العراقي المتعدد الثقافات.
كثيراً ما كانوا يتحدثون لغات متعددة وكانت لهم علاقات تجارية دولية، وغالباً ما ازدهروا في التجارة إلى جانب التجار ورجال الأعمال اليهود العراقيين.
رسالة من رئيس الطائفة اليهودية في بغداد إلى "السيد كينك"، قنصل السفارة الأمريكية في بغداد، يطلب فيها منح أولوية الهجرة إلى الولايات المتحدة لأعضاء أسرة سيتي، 1947
حتى أواخر أربعينيات القرن العشرين، خدمت العديد من المدارس اليهودية الطائفة اليهودية في بغداد، وكانت تعلم الطلاب اليهود والمسيحيين والمسلمين باللغات العربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية.
كانت إدارة المدارس اليهودية تحت رعاية هيكل الطائفة اليهودية المحلي والحكومة العراقية والمنظمات اليهودية العالمية التي مقرها في باريس ولندن.
وكانت مدرسة فرنك عيني آخر مدرسة يهودية ظلت مفتوحة في بغداد، وتم إغلاقها في عام 1973.
تم العثور على أكثر من 60 نسخة من هذا الكتاب الأولي الخاص بالمدرسة الابتدائية العبرية في مقر المخابرات، وهو المادة الوحيدة التي تم العثور عليها بنسخ عديدة.
تفتقد كل النسخ تقريباً للصفحتين 73-74، وكانتا تحتويان على نص عبري وقصيدة تعلن الولاء للملك فيصل الثاني. وبعد مقتل الملك فيصل في إنقلاب عسكري في تموز/يوليو 1958، تمت إزالة هذه النصوص.